ماذا لو تخلّيت عن كل أهدافك هذا العام؟

محمد الضبع

محمد الضبع

4 - يناير - 2025

4 - يناير - 2025

4 - يناير - 2025

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي، وبناء قاعدة من القرّاء الأوفياء.

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي.

ماذا لو تخلّيت عن كل أهدافك هذا العام؟

أعرف، الأمر صعب، وربما مستحيل في عالمنا اليوم، وحتى أنا لا أعدك بأنني سأتخلى عن أهدافي هذا العام.

لكن تأمّل معي هذه الفكرة، وأضمن لك أنها ستحرّرك من شعورك بالذنب تجاه الأهداف التي فشلت في تحقيقها.

بدأ العام الجديد وانطلق الكثيرون في ركضهم خلف أهدافهم، وهذا أمر جميل ومُلهم.

ولكن مُشكلة الأهداف هي أنها تُنسينا الرحلة.

نُغمض أعيننا ونحن نتبعها فلا نسأل: ما الطريق المؤدي إلى الهدف الذي أريد الوصول إليه؟ وهل أستطيع تحمّل السير عليه لأيام وأسابيع وربما لأشهر طويلة؟

من السهل تحديد الأهداف والاقتناع بجدواها، ولكن من الصعب السير على الطرق المؤدية إليها.

💬 شارك الاقتباس على إكس

نُخدع ببريق الأهداف دون إدراك إذا كنّا فعلًا نريد تحقيقها.

هل تعرف التضحيات التي عليك القيام بها؟ الأشخاص الذين عليك التودّد لهم؟ والأماكن التي عليك قضاء أوقاتك فيها لتحقيق أهدافك؟

لذلك بدلًا من الهوس بالأهداف، عليك الهوس بالطرق التي تريد سلكها.

عليك إتقان ما أُطلق عليه: فن التعهّد بفعل الأشياء الصعبة.

حياتك ليست لحظة الوصول إلى الهدف، بل كل اللحظات الأخرى التي تقضيها في الطريق إليه.

💬 شارك الاقتباس على إكس

ابحث عن أصعب مهمّة تجد نفسك مهووسًا بها وتعهّد بالالتزام بها (لتكن رسم 5 لوحات كل شهر، أو الركض كل يوم لشهر كامل، أو حفظ قصيدة تختارها كل أسبوع) أيًا كانت المهمة التي ستلتزم بها، أعدك أن نتائج الالتزام بها ستُدهشك.

ستأخذك هذه المهمّة في طريقك إلى إتقانها إلى أماكن لم تتصوّر الوصول إليها (إلى أهداف لم تتخيّلها).

بهذه الطريقة تتخلّى عن كل أهدافك، وتختار بدلًا عنها الطرق التي تريد سلكها، المهارات التي تريد تعلّمها، والأشخاص الذين تريد لقاءهم.

هذه دعوة للهوس بالخطوات، لا بالنتائج.

للاستمتاع بالرحلة، لا بالوُجهة.

للانغماس في التفاصيل، لا برفع الرأس للنظر إن كنت قد وصلت.

المدهش أننا حين ننظر إلى المُتقنين والمَهرة في كل فن وصنعة نجدهم جميعًا قد وقعوا في حب حرفهم والطرق التي أخذتهم فيها، وحين نطالع سيرهم تبدو "أهدافهم" مجرد محطات مروا بها لا تغيّر من عظمتهم شيئًا.

لا يمكننا الحديث عن كاتب مثل بورخيس دون ملاحظة هوسه بالكتب والمكتبات، ولا يمكننا تصوّر مارادونا وهو يسجّل الأهداف دون إدراكنا لحبّه للعبة كرة القدم. لن يكترث أحدنا بعدد الكتب التي كتبها بورخيس أو عدد السنوات التي توّج فيها مارادونا بالبطولات.

كل هؤلاء قرّروا الاستمرار على طُرقهم حين لم يكن القرار سهلًا ولا حكيمًا، حين قال لهم الجميع إنهم على خطأ وعليهم الانصراف للعمل في مهنة أخرى تحقق لهم "أهدافًا" قرّر الآخرون أنها أهم وأضمن.

💬 شارك الاقتباس على إكس

فن التعهّد بفعل الأشياء الصعبة هو التزام بفعل صعب وشاق يغيّرنا، دون توقعات لحظية وفورية بتحقيق أهداف نظن أنها ستجعلنا سعداء.

يقول عالم نفس مجري يُدعى ميهالي كسيكسزنتميهالي، الذي قضى حياته وهو يبحث عن سر السعادة: "أفضل لحظات حياتنا لا تحدث في أوقات الراحة. بل تحدث حين نتحدّى الجسد والعقل إلى أقصى الحدود في جهد طوعي لإنجاز مهمة صعبة وجديرة بالاحترام."

ربما هذا ما تحتاجه في 2025 بالضبط. لتتحدّى جسدك وعقلك لخوض تجربة طوعية تختارها وتصمّمها بنفسك.

💬 شارك الاقتباس على إكس

- ما هي أهدافك التي فكّرت في إنجازها هذا العام؟

- وما هي المهام والطرق الصعبة التي تريد الالتزام بها بغض النظر عن أهدافك؟

أرسل لي الإجابة مباشرة بالرد على هذا البريد أو باستخدام صفحة التواصل.

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع