لماذا نترك أحلامنا؟

محمد الضبع

محمد الضبع

17 - فبراير - 2024

17 - فبراير - 2024

17 - فبراير - 2024

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي، وبناء قاعدة من القرّاء الأوفياء.

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي.

هل تخلّيت عن حلم لك في الماضي؟

هل مازلت تفكر فيه أو تتخيّل كيف ستكون حياتك لو تمكنت من تحقيقه؟

ماذا لو لم تتوقف عن حضور دروس الموسيقى؟

ماذا لو لم تترك زراعة الحقل الذي طالما تخيّلته؟

ماذا لو واظبت على التمارين الشاقة التي كانت ستوصلك إلى البراعة في مجالك؟

الأحلام قوة الإنسان الخارقة. تولد معنا، ثم تتضاءل حين نكبر، وتختفي وتذبل إن لم نعتني بها.

الحفاظ على الأحلام يتطلب طاقة هائلة من الإيمان، التهوّر، بعض الجهل، والقليل من الجنون.

لدي الكثير من الأحلام، خسرت بعضها، ومازلت أحارب للتمسك بالكثير منها، وكتابة هذه الكلمات أحدها.

لطالما دُهشت من القوة المذهلة للأحلام، وما يمكن للبشر تحقيقه إن آمنوا بها.

ولطالما حزنت كلما تحدثت مع صديق واكتشفت أن حلمه قد تلاشى وأصبح ذاكرة يتحاشى الحديث عنها.

أعظم الممالك في التاريخ كانت مجرد حلمٍ في بداياتها.

أجمل الأعمال الفنية التي غيّرت عالمنا كانت أحلامًا وأفكارًا عابرة في أذهان أصحابها.

كل ما نراه حولنا على الأرض وفي السماء كان حلمًا في لحظة ما، ثم أصبح واقعًا نراه ونستمتع بوجوده في عالمنا.

المدهش في الأحلام أنها مجرد أفكار لا يكترث لها أحد في البداية، وعلى أصحابها تحمّل غربة الإيمان بها.

وحين ينجحون في تحقيقها، يأتي الجميع للتجمهر حولهم، لتشريح أعمالهم، للتعلّم منها، وربما السطو عليها.

- تريد الذهاب للقمر؟ هل أنت مجنون؟ (قصة حياة رائد الفضاء نيل آرمسترونغ)

- تريدين ترك وظيفتك المضمونة في شركة الطيران؟ لكتابة رواية؟ هل فقدتِ عقلك؟ (قصة حياة الروائية هاربر لي)

تخيّل شكل العالم لو تمسّكنا جميعًا بأحلامنا.

ربما كنا نعيش الآن في مركبات طائرة عبر الزمن. ربما انتصرنا على كل الأمراض.

ربما تخلصنا من الفقر والمجاعات.

أرأيت؟ هذا ما تفعله الأحلام. تصنع عالمًا جديدًا لا يمكن لأحد التنبؤ باحتمالاته.

الأمر المحزن هو أن الأحلام التي نتركها ونتخلى عنها أكثر بكثير من تلك التي نطاردها.

انظر مِن حولك واسأل أول ثلاثة أشخاص تلتقيهم عن أحلامهم، أراهن أنك ستصل إلى استنتاج مشابه.

ما السبب وراء تركنا لأحلامنا؟

إليك هذه الأسباب الخمسة التي قد تدفعك للتخلي عن حلمك:

1# الحلم جميل وممتع (في بداياته)

هل تتذكر تلك اللحظة الساحرة التي خطرت لك فيها فكرة ما وبدأت بالحلم؟

قبل التفكير في المصاعب والعقبات المحتملة، قبل إخبارك لأصدقائك بفكرتك وتلقيك لسيل من الأسئلة الصعبة عن إمكانية تحقيق حلمك، وأنت تجلس وحدك وتتخيّل العالم الموازي الذي تحقق فيه حلمك.

متعة ولذة بدايات الأحلام جميلة وقد ندمن عليها، لذلك حين تبدأ المصاعب بالظهور، نتخلى عن هذا الحلم، ونبحث عن حلم جديد نستمتع فيه بمرحلة الخيال. ونستمر هكذا في القفز من حلم إلى آخر دون وُجهة أو وصول.

2# للحلم بريق يتلاشى حين نألفه

الطبيعة البشرية مذهلة ومحيّرة، بإمكان العقل البشري تصديق الخيال وتكذيب الواقع.

إن استغرقنا في التفكير في أحلامنا وتخيّلها لوقت طويل، قد تبدأ عقولنا بتصديق وصولنا لها.

لذلك نفقد الرغبة والجوع اللازمَين لمطاردة أحلامنا.

عليك الحذر من الاستغراق في الخيال. الخيال سلاح فتّاك يجب استخدامه بحرص، حتى لا يتسبب في قتل أحلامنا دون أن ننتبه.

3# الحلم عدو الراحة

الحلم يؤدي إلى الهوس، والهوس يؤدي إلى التفكير المستمر والعمل الذي لا يتوقف.

مَن منّا يريد قضاء معظم يومه في الهوس والعمل؟ ربما من الأسهل علينا التخلي عن هذا الحلم والاستمتاع براحة البال.

الأمر مضني ومتعب، وقد يعني اختفاء الراحة من حياتك. لا أحد يريد العيش في تعب مستمر.

الحلم يرغمنا على التغيير المستمر، والانتقال من دفء الواقع إلى برد الخيال والمجهول، لذلك من الأسهل علينا البقاء في الدفء وترك هذا الجنون.

4# الحلم قفزة جوية مرعبة إلى أرض جديدة

بعد حرمانك من جمال بدايات الحلم، وانطفاء بريقه، ومنعك من الراحة، عليك الآن القفز في الهواء لتحقيق حلمك. (ماذا ستطلب مني بعدها؟ الطيران إلى الشمس؟)

أعرف. يبدو الأمر مستحيلًا وربما مضحكًا بعض الشيء، ولكنها الحقيقة. لهذا السبب بالضبط يتخلى معظمنا عن أحلامهم.

لا أحد يريد ترك كل ما يعرفه ويألفه للقفز إلى أرض جديدة مليئة بالمخاطر.

5# عالمنا المعاصر لا يرحّب بالأحلام

عالمنا مصمم بطريقة تدفع الغالبية العظمى من البشر للتحوّل إلى أدوات لتحقيق أحلام النسبة المئوية الضئيلة من أصحاب النفوذ والقوة.

فكّر في الأمر: لو عمل كل إنسان على تحقيق أحلامه، مَن سيعمل في المصانع؟ ومَن سيقوم بخدمة عملاء الشركات العملاقة؟ ومَن سيمكّن مؤسسات العالم من الانتشار والسيطرة على أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا؟

لهذا السبب يدفعنا العالم لاختيار تخصص لا نحبه، والعمل في وظيفة لا تناسب مهاراتنا.

عالمنا المعاصر لا يرحب بالأحلام، ولا يريدها. من الأسهل -والأفضل- لأصحاب المال لو تحوّلتَ إلى تُرس لإنتاج ومضاعفة الأفكار الموجودة، بدلًا من الركض في اتجاه جديد وابتكار أفكار جديدة قد تغيّر من موازين القوى في العالم.

إن تجاوزتَ ..

- تعلّقك برومانسية بدايات الأحلام

- صمدتَ بعد اختفاء بريق حلمك وعملت على تحقيقه

- تركتَ الراحة وانغمست في حلمك بإخلاص

- قفزتَ إلى المجهول دون خوف

- واستطعتَ الوصول إلى هدنة مع العالم لمنحك مساحة تتمكن فيها من مطاردة حلمك

مبروك، لقد نجحت في تجاوز العقبات الخمس التي تمنعك من الوصول إلى حلمك، ولن يستطيع أحد إيقافك بعد الآن.

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع