دورة فن الكتابة في العالم الرقمي: الدرس الثاني

محمد الضبع

محمد الضبع

1 - أغسطس - 2024

1 - أغسطس - 2024

1 - أغسطس - 2024

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي، وبناء قاعدة من القرّاء الأوفياء.

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي.

أظنك سمعت هذه الجمل عن الكتابة:

- الكتابة للكتّاب الموهوبين فقط.

- عليك انتظار الإلهام للبدء بالكتابة.

- تحتاج إلى مخزون لغوي كبير لتكتب.

- لا يوجد لديك قصة مميزة تكتب عنها.

سأخبرك بسر: هذه مجرد خرافات سمعناها وصدّقناها وجعلتنا نسوّف ونهرب من الكتابة.

ستكتشف خلال هذه الدورة أن كل ما يمنعك عن الكتابة هو وهم لا وجود له.

إذا أردت تجاوز هذا الوهم وتعلّم استخدام أدوات صنعة الكتابة لإيصال أفكارك والتأثير فيمن حولك وسرد قصتك للعالم، فاستمر بالقراءة.

إن كنت تقرأ هذا الدرس، ربما لديك بعض المسودات المخزنة في مكان ما على هاتفك أو جهازك ومازلت تتردد في نشرها.

سأخبرك أنك لست وحدك، جميع الكتّاب يعيشون هذا التردّد.

المشكلة تكمن في اعتقادنا بضرورة تحوّلنا إلى عباقرة في الكتابة قبل السماح لنا بالنشر والمشاركة، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا.

لتجاوز عقبات الكتابة، علينا أولًا الاعتراف بوجودها.

سألت أكثر من 600 كاتب ✍️ عن أهم 10 عقبات تمنعهم من الالتزام بالكتابة فأجابوا:

1. الكسل والتسويف.

الكسل والتسويف هما العدوّان اللدودان لطموحات كل كاتب. ستجد نفسك تؤجل الكتابة باستمرار أو تشعر بالخمول وعدم الرغبة في الكتابة.

لا تقلق، كل هذه المشاعر طبيعية وهي جزء من رحلتك في الكتابة وسنتغلّب عليها معًا.

اتبع هذه الخطوات للتغلب على التسويف والكسل 😴:

🕑 حدّد مواعيد نهائية:

ضع مواعيد نهائية لنفسك وحاول الالتزام بها. طريقتي المفضّلة هي إطلاق الوعود لأجبر نفسي على الالتزام بالكتابة. بإمكانك إطلاق وعد بنشر نص كل أسبوع على سبيل المثال.

👊 التزم بالمساءلة:

أخبر صديقًا أو زميلًا عن أهدافك في الكتابة واطلب منه مساءلتك. عندما تعلم أن شخصًا ما سيراقب تقدمك، ستلتزم بوعدك معه. دون مساءلة سوف تؤجل الكتابة ويتحول مشروعها إلى أزمة لا تنتهي.

✍️ التزم بالكتابة اليوميّة مهما كانت الظروف:

حاول الالتزام بالكتابة كل يوم، وإذا فاتك يوم ولم تكتب، فلا بأس.

عد من جديد واستأنف الكتابة، ولا تتخلّف ليومين متتالين حتى لا تخسر عادة الكتابة اليوميّة.

2. قلّة الأفكار.

قد تواجه صعوبات في العثور على أفكار جديدة للكتابة، لذلك عليك البحث دائمًا عن مصادر إلهام جديدة.

اتبع هذه الخطوات لتوليد عدد لا نهائي من الأفكار 💡:

🗣️ تحدث مَن حولك:

سوف تندهش من عدد الأفكار التي ستحصل عليها إن بدأت بطرح الأسئلة على مَن حولك. شارك أفكارك مع الأصدقاء أو الزملاء أو حتى الغرباء.

ستؤدي محادثاتك إلى أفكار جديدة أو وجهات مختلفة يمكنك استكشافها في كتابتك.

الكتابة ليست تجربة معزولة بالضرورة بإمكانك جعلها أكثر تفاعلية ومتعة. ابدأ بفكرة صغيرة ثم اطرحها على مَن حولك ودوّن بعض إجاباتهم وستجد الكثير لتكتب عنه.

🎊 استكشف الأحداث والمناسبات:

ابحث عن الأحداث والمناسبات المحلية أو العالمية التي يمكنك الكتابة عنها. لا يجب للكتابة أن تكون رياضة فردية، بإمكانك الخروج إلى العالم والبحث عن قصص تدهشك وتجذبك لتكتبها بطريقتك وأسلوبك المميز.

3. ضيق الوقت.

في هذا العالم المجنون جميعًا مشغولون ولدينا التزامات ومسؤوليات تتنافس على وقتنا.

هل تشعر برغبة في كتابة الكثير من الأفكار ولكنك لا تملك الوقت الكافي لتدوينها؟

اتبع هذه الخطوات لتجاوز عقبة الوقت في الكتابة:

➡️ حدد أولوياتك:

أعد تقييم أولوياتك. ضع كتابتك في مقدمة جدول أعمالك.

خصص وقتًا محددًا للكتابة كل يوم، حتى لو كان ذلك لمدة 15 أو 30 دقيقة فقط.

🌅 استيقظ مبكرًا:

فكر في الاستيقاظ مبكرًا لبدء يومك بالكتابة. الصباح الباكر وقت سحري وهادئ لكتابة أفكارك دون تشتيت لسببين:

1. في الصباح يستيقظ عقلك بصفاء وقدرة على الابتكار والتفكير.

2. ينام أغلب الناس في الصباح الباكر وتقل فرص مقاطعتهم لك حين تكتب.

ساعة واحدة من الكتابة في الصباح الباكر هي كل ما تحتاجه لبناء عادة الكتابة اليوميّة وصنع أثر يمتد نفعه طوال حياتك.

🎯 حدد أهدافًا واقعية:

بدلاً من الشعور بالإرهاق بسبب عدم وجود وقت كافٍ، حدد أهدافًا واقعية لنفسك.

على سبيل المثال، بدلاً من الشعور بالإحباط لأنك لا تستطيع كتابة 1000 كلمة في اليوم، حدد هدفًا لكتابة 100 كلمة أو حتى فقرة واحدة. سوف تتفاجأ من مدى سرعة تقدمك.

4. مطاردة الكمال.

مطاردة الكمال في الكتابة لها سُلطة كبرى على الكاتب، وقد تتسبّب في توقف بعض الكُتّاب عن الكتابة لسنوات.

هل تعتقد أن على كلماتك الانسياب بمثالية من أول مسودة؟

جميعنا نريد لكتابتنا أن تتدفق بطرق سحريّة، ولكن حقيقة الكتابة هي أنها قد تستعصي أحيانًا وقد تتدفق في أحيان أخرى.

ثِق بالعمليّة والتزم بعادة الكتابة اليوميّة وستكتب الكثير من النصوص الرائعة والمدهشة.

هذه بعض الخطوات التي ساعدتني على تخفيف حدّة مثالية الكاتب:

⏰ خصص وقتاً للكتابة الحرة:

امنح نفسك الحرية في الكتابة دون قيود أو توقعات. اكتب كل ما يخطر ببالك، دون أن تقلق بشأن النحو أو الأسلوب أو حتى المنطق. الهدف هنا هو تحرير أفكارك من قيودها.

📝 ركز على التدفق، وليس الكمال:

أثناء الكتابة، ركّز على تدفق أفكارك والحفاظ على زخم الكتابة. لا تقلق بشأن الكمال أو الصواب اللغوي. يمكنك دائمًا العودة وتحرير ما كتبته لاحقًا.

✏️ تقبّل المراجعة والتحرير:

تقبّل حقيقة أن مسودتك الأولى قد لا تكون مثالية، وأن المراجعة والتحرير جزء ضروري من عملية الكتابة.

5. انتظار الإلهام.

“لا يمكنك انتظار الإلهام، عليك ملاحقته بالعصا.” جاك لندن

الإلهام وما أدراك ما الإلهام. حيّر الكتّاب وأرّق الشعراء لآلاف السنين.

الخبر السعيد هو أننا لن ننتظره، بل سنُصنّعه ونُنتجه بطريقة منظّمة في معامل الالتزام والمران اليومي.

لن تنتظره أبدًا، وستصبح قادرًا على الكتابة في أيّ وقت وفي أيّ مكان.

اتبع هذه الخطوات لتصنيع، توليد، تحضير (ضع أي كلمة تخطر لك هنا) الإلهام 💡:

⏰️ خصص وقتًا للكتابة كل يوم:

لا يهم إن كانت ساعة أو خمس دقائق كل يوم. المهم التزامك بعادة الكتابة اليومية وحرصك عليها. إن التزمت ستكتشف أن الإلهام سيأتيك ركضًا. ستتفاجأ من كثرة الأفكار التي ستهطل عليك حين ترفع مستويات لياقتك في الكتابة.

⛰️ اخرج من غرفتك إلى الطبيعة:

أيًا كان منزلك بإمكانك دائمًا الخروج إلى الطبيعة، إن كانت سهلًا، بحرًا، جبلًا، أو صحراء. المهم أن تخرج لترى الأفق. على عينيك رؤية العالم الواسع. ستتكشّف لك حينها ربّات الإلهام وتأتيك الأفكار.

🖍 ارسم أفكارك إن عجزت عن الكتابة:

للرسم الحر والخربشات طاقة هائلة ستمكنك من اكتشاف مناطق جديدة في مخيّلتك. إن عجزت عن كتابة المشهد، حاول رسمه!

6. غياب الثقة في النفس.

إن كنت تعاني من غياب الثقة في النفس حين تكتب، أغلب الظن أن السبب يعود لأحد أمرين:

💬 غياب التعليقات المشجعة على كتابتك:

إن لم يصلك أيّ تعليق مشجع على كتابتك، فمن الصعب عليك الشعور بالثقة وستشكك في مستواك وقدرتك باستمرار.

لذلك من المهم العثور على أشخاص تثق في آرائهم لمنحك الثقة اللازمة في البداية.

👀 مقارنتك المستمرة لنفسك مع كتّاب آخرين:

لكلٍ منّا رحلته الخاصة في الكتابة، ولا يمكنك مقارنة نفسك بكتّاب آخرين أكثر انتشارًا أو أقدر على استخدام اللغة منك، لأن المقارنة ستظلمك وستصيبك بالإحباط.

قارن نفسك وكتابتك بما سبق لك إنتاجه في الماضي. الهدف من الاستمرار في الكتابة هو خلق عادة الكتابة لتمنحك قدرة أكبر على التعبير وتجاوز عقبات الكتابة. بعدها سيكون لديك الوقت لتحقيق أهدافك إن أردت ملاحقتها.

7. صعوبة ترتيب الأفكار.

ترتيب الأفكار وتنظيمها أحد أصعب التحديات التي تواجه الكاتب. والكتابة هي التفكير، والاختيار، والتبسيط، والتكثيف، ولذلك فقد تبدو صعبة أو مُرهقة بعض الأحيان.

عمل الكاتب هو عمل العقل المستمر للخروج من ضباب المشهد إلى صفاء ووضوح الكلمات.

هذه بعض الاقتراحات لمساعدتك على ترتيب أفكارك عند الكتابة 💡:

⌛لا تستعجل ودع الأفكار تختمر في عقلك:

حين تخطر ببالك أفكار جديدة للكتابة، قد تحتاج إلى بعض الوقت للتفكير بها وتحليلها والوصول إلى مغزاها وفائدتها والكتابة عنها.

قد يستغرق الأمر يومًا أو عدة أيام أو ربما أسابيع في بعض الأحيان. للعقل البشري طريقته المعقدّة في استيعاب الأفكار. كل ما عليك فعله هو الالتزام بعادة الكتابة اليوميّة وتجاوز عقباتها وسيقوم عقلك بالمهمة.

📝 ارسم أفكارك على الورق:

ابدأ برسم كل ما يخطر ببالك حول موضوعك. لا تقلق بشأن الترتيب أو التدفق، الهدف هنا هو إخراج أفكارك على الورق. بعد ذلك، يمكنك البدء في تنظيمها وترتيبها.

💬 تحدث إلى شخص تثق به:

ناقش أفكارك مع صديق أو زميل. غالبًا ما يساعد شرح أفكارك لشخص آخر في توضيحها وترتيبها في عقلك. ستندهش من عدد الأفكار التي ستخطر لك حين تتحدث مع شخص جديد عن كتاباتك.

8. الشعور بعدم جدوى الكتابة.

قد تشعر أحيانًا بأن كتاباتك لا معنى لها، وأنها لن تترك أثرًا لدى القرّاء. جميع الكتّاب يمرون بهذه اللحظات حتى أكثرهم نجاحًا وشهرة.

اتبع هذه الخطوات للتغلب على شعورك باللاجدوى:

💬 شارك كتاباتك:

شارك كتاباتك مع أصدقائك أو عبر منصات التواصل. اطلب منهم رأيهم الصادق في كتاباتك وتأثيرها عليهم. ستتفاجأ من ردودهم المحفّزة ومن الأثر الهائل الذي تتركه كلماتك عليهم.

📖 اقرأ رسائل قرائك:

إن كنت قد نشرت كتاباتك من قبل، عد إلى التعليقات والرسائل التي تلقيتها من قرائك. اقرأ كلماتهم وتأمل تأثير كتاباتك عليهم. ستدرك حينها أن كلماتك قد غيّرتهم.

🎯 حدّد هدف كتاباتك:

فكّر في سبب كتابتك. ما هي الرسالة التي تريد إيصالها؟ من هو القارئ المستهدف؟ عندما يكون هدفك واضحًا، ستشعر بأن لكتابتك قيمة ومعنى.

9. المبالغة في التعديل والمراجعة.

هل تجد نفسك عالقًا في دوامة لانهائية من المراجعة والتعديل؟

هل تشعر أن كتاباتك لا تنتهي أبدًا؟

الكثير من الكتّاب يواجهون هذه العقبة، أيضًا وسأخبرك بسر! الكتابة الأولى هي مجرد مسودة، ولا يجب لها أن تكون مثالية.

سيمر نصك بعدة مسوّدات قبل أن يصبح جاهزًا للنشر، فلا تقلق.

📝 اتبع هذه الخطوات لتجاوز المبالغة في المراجعة والتعديل:

📖 اكتب أولًا .. ثم راجع:

اكتب مسودتك الأولى بحرية ودون قيود. دع أفكارك تتدفق على الورق (أو الشاشة). بعد ذلك، خذ استراحة، ثم عد إلى كتاباتك واقرأها بعين ناقدة.

🔁 لا تبالغ في التعديل:

تجنب المبالغة في التعديل والمراجعة. لا تقع في فخ البحث عن الكمال. تذكر أن كتاباتك لا يجب أن تكون مثالية، بل مؤثرة وذات معنى.

⏰ خصص وقتًا للمراجعة:

حدّد وقتًا معينًا للمراجعة والتعديل، ثم انتقل إلى مشروع جديد. لا تقضِ وقتًا طويلاً في مراجعة نفس النص مرارًا وتكرارًا.

🌠 تذكر دائمًا، الكتابة الأولى هي مجرد مسودة، ولا يجب أن تكون مثالية. حرر نفسك من قيود المراجعة اللانهائية.

10. المقارنة مع كتّاب آخرين.

مَن هو كاتبك المفضّل؟ هل هو روائي؟ أم شاعر؟

لدي العديد من الكتّاب المفضلين. محمود درويش، أبو العلاء المعري، نيتشه، وغيرهم.

قد نقع في فخ مقارنة كتاباتنا بكتابات كبار الكتّاب أحيانًا. وهذا أمر طبيعي، ولكنه قد يجعلنا نشعر بالإحباط ويدفعنا للتوقف عن الكتابة.

والأخطر من هذا هو توقفنا عن البحث عن أصواتنا الخاصة والمميزة في الكتابة.

لذلك اتبع هذه الخطوات للتغلب على المقارنة مع الكتاب الآخرين ✍️:

🎨 احتفل بأسلوبك المميّز:

لكل كاتب صوته الفريد وأسلوبه المميز. احتفل بأسلوبك واعلم أن هناك قراءً سيقدّرون صوتك الفريد لأنه نتاج للعديد من التفاصيل الصغيرة التي اجتمعت فيك لجعله مُمكنًا.

قصتك، مكان ولادتك، تجاربك في الطفولة، رغباتك وأحلامك، الطريقة التي تتحدث بها، شخصيتك، رحلاتك ومغامراتك، كل هذا مميز ولا يمكن تكراره أو نسخه.

👀 ابحث عن الإلهام ولا تقلّد:

بإمكانك استلهام الأفكار من كتّاب آخرين، لكن تذكّر: تقليد أسلوبهم لن يجعلك كاتبًا أفضل. عليك الانشغال بتطوير أسلوبك الخاص والصبر والمران اليومي على الكتابة حتى تتمكن من نحت أسلوبك الذي لا يستطيع تقليده أحد.

كانت هذه هي العقبات التي يواجهها معظم الكتّاب. أظنك تستطيع الآن التحرّر منها وتغيير مفاهيمك السابقة عن الكتابة.

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع