في أول أيام 2024، ذهبت للتزلج للمرة الثانية في حياتي.
بعد ساعات من السقوط والنهوض ورؤية الأطفال وهم يتجاوزونني في المضمار، عرفت سبب تفوّقهم، واكتشفت مهاراتهم التي بإمكاننا تعلمها في الكتابة.
هذه 7 مهارات يتفوّق فيها الأطفال على معظم الكُتّاب، وتُفرّق بين الكاتب العادي والبارع:
1. الفضول والمرح. الأطفال بارعون في استخدام الفضول والمرح للتعلّم. يركضون باستمرار للاستكشاف والتجربة واللعب. لا يخافون من طرح الأسئلة أو ارتكاب الأخطاء. لا تحدهم أوهام التفكير ويجيدون المخاطرة والركض وراء المجهول.
درس للكاتب: تعامل مع التجارب اليومية بفضول ومرح، واطرح الأسئلة وابحث عن وجهات نظر جديدة. لا تخف من السقوط ولا تتوقف عن تجربة أشياء جديدة، حتى لو بدت تلك التجارب محفوفة بالمخاطر. قدرتك على الكتابة ستتضاعف إن أصبحت فضوليًا وبدأت بالاستمتاع بتجاربك في حياتك اليومية في العالم الكبير.
2. العيش في اللحظة. الأطفال لا يعرفون سوى اللحظة. لا يندمون على الماضي ولا يقلقون بشأن المستقبل. ينجحون في تحقيق ما ينصحنا به معلمو اليوغا ومدربو التأمل وما نصرف أموالنا للسفر والاعتكاف على قمم الجبال للعثور عليه. ينغمس الأطفال في تجاربهم بقدرة راهب ويتواصلون مع عواطفهم ومحيطهم لاكتشاف إبداعهم.
درس للكاتب: تدرّب على التواجد بشكل كامل في اللحظة حين تكتب. ركّز على حواسك وعواطفك ومحيطك. أغلق هاتفك، أوقف إشعاراته، وانغمس تمامًا في لحظتك. عندها ستبدأ بكتابة أجمل الأسطر والصفحات وستتفاجأ من قدرتك على ابتكار ما لم يره أحد من قبل.
3. الشجاعة. يتخفف الأطفال من عبء الواقع. علاقتهم بالممكن والمستحيل مرنة ومتحوّلة، يؤمنون بوجود حل خرافي ومتخيّل لكل مشكلة، لم تكسرهم قيود المنطق والمجتمع بعد. للأطفال شجاعة تبهرنا حين نشاهدهم يقتحمون تجارب العالم أمامهم دون خوف.
درس للكاتب: لا تسمح لثقل الواقع بالسيطرة عليك. استخدم خيالك لرؤية مخارج محتملة للعالم الرتيب. ارتكب الأخطاء بخوض تجارب جديدة ولا تخف من الفشل. اعترف أمام الجميع بمحاولاتك، وستبدأ كلماتك بالظهور أمامك لتدلك على الطريق.
4. مطاردة الإلهام وجمعه. يحب الأطفال جمع ألعابهم ومجلاتهم في صناديق، وتخزينها ثم اللعب بها في دورة لا تتوقف. الأمر أشبه بجمع أعمال فنية تلهمهم وتفتح الأفق لخيالهم.
درس للكاتب: انتبه للعالم من حولك، ولاحظ التفاصيل والمشاهد والأصوات والمشاعر. اجمع ما يُلهمك واحتفظ به في مجلد أو كراسة رسم أو ملف رقمي. اذهب لزيارة المتاحف واستكشاف الطبيعة واستمع لأنواع جديدة من الموسيقى لتفتح النوافذ لعقلك وإبداعك.
5. اللعب بالأفكار والأشكال. يلعب الأطفال دون توقف. يستخدون الألعاب والأشياء من حولهم لاستكشاف محيطهم والتلاعب به. اللعب واستخدام اليد والجسد للتفاعل مع مكونات العالم يجعلهم أقرب إلى طاقتهم الإبداعية وأقدر على النهل منها.
درس للكاتب: عليك أحيانًا ترك الكتب والأوراق لاكتشاف تجارب جديدة تغادر فيها عن محيطك المألوف، لتلعب وتستخدم جسدك في رياضات ممتعة، أو حرف تتطلب مهارات يدوية وذهنية لم يسبق لك تجربتها من قبل.
6. الطمأنينة في الفوضى. يرى الأطفال الجمال والنظام في الفوضى. لا يترددون في تحدي القوانين وتجاوز الحدود، ويصلون دائمًا إلى نتائج مذهلة لم تخطر على بال.
درس للكاتب: ابحث عن الجمال في الفوضى: لاحظ الأنماط والروابط والعلاقات غير المتوقعة التي تنشأ من العناصر التي تبدو فوضوية. شكّك في المعايير التقليدية للكتابة ووجهات النظر الصارمة، وافتح الباب لطرق جديدة خطرة وفوضوية.
7. قوة الصمت والتأمل. لا يخاف الأطفال من الصمت والتأمل. في اللحظات الصامتة تبدأ أفكارهم وعواطفهم بالنمو والتحوّل إلى أفكار رائعة.
درس للكاتب: طوّر عادة الصمت والتأمل اليومي، ولا تتركها للصدفة والحظ. قدرتك على التركيز والاطمئنان في السكون ستجعلك أقرب لكتابة أروع أعمالك.