كيف تتأثّر بأعمال كاتب دون السرقة منه؟

محمد الضبع

محمد الضبع

11 - يناير - 2025

11 - يناير - 2025

11 - يناير - 2025

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي، وبناء قاعدة من القرّاء الأوفياء.

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي.

في الكتابة، نُنصح دائمًا بزيارة متاجر ومعارض الكتب لاقتناء أعمال أعظم الكتّاب وقراءتها.

لكن في كل مرة نقرأ فيها قصة قصيرة لتشيخوف، أو قصيدة للمتنبي، أو رواية لدوستويفسكي تنتظرنا غواية السرقة منهم.

كيف استطاع هذا الكاتب بناء جملته؟ وبأي طريقة سحريّة افتتح المشهد؟ وكيف تمكّن من وصف ظلمة الليل بهذه الدقّة؟

بعد سنوات قضيتها في محاكاة كبار الكتّاب (والسرقة منهم في مراهقتي - وهذا أمر أشجّعك على تجربته والتدرّب عليه في سنواتك الأولى مع الكتابة) أدركت أن الغرض من قراءة وتذوّق روائع الأدب ليس نسخها وإعادة كتابتها، بل فتح بوّابات عقولنا لإدراك الآفاق المُمكنة والدرجات العالية التي تُوصلنا إليها اللغة.

هذه فكرة يعبر عنها ريك روبن في كتابه الفعل المُبدع حين كتب: "الهدف ليس محاكاة أعظم الأعمال في الفن والأدب والسرقة منها، بل إعادة ضبط معاييرنا الداخلية للتعرّف على العظمة وتمييزها، لنقوم باتخاذ آلاف القرارات الصغيرة في حياتنا التي قد تؤدي يومًا ما إلى إنتاج أعمالنا العظيمة التي لا يشبهها شيء آخر."

ما ستجنيه من قراءة أعمال كبار الكتّاب هو رؤيتك لمثال حي ونسخ مُمكنة للفن الذي تستطيع الوصول إليه. بإمكانك استخدام قوالبهم في الكتابة لتتدرّب على تطوير نظامك الخاص لسرد قصصك أنت، وطرح أفكارك التي جئت بها.

حين تقرأ أعمال أعظم الكتّاب ستجد جملًا بارعة وصورًا مُدهشة، ولكنك لن تعثر على قصتك الأصيلة التي تعبّر عنك، ولن تجد صوتك الفريد الذي لم يسمعه أحد من قبل.

للعثور على قصتك وصوتك الخاص في الكتابة عليك الابتعاد عن القراءة، والاقتراب من ذاتك، وعيش حياة كاملة، وتجربة فنون أخرى، وخوض مغامرات جديدة بعيدة عن الكتب.

عليك اختبار قدرتك على التحمّل للتعرف على ذاتك، ورؤية نفسك وهي تتفاعل مع تجارب العالم الحقيقي. عليك الفشل والنجاح ثم الفشل مرة أخرى في محاولة للوصول إلى هدف نبيل ومهمة تستحق سعيك وراءها.

الكتابة تحدث خارج الصفحة بقدر ما تحدث داخلها. قبل جلوسك أمام الصفحة البيضاء عليك عيش تجربة الحياة واختبارها بحواسك الخمس لتأتي ومعك ذخيرتك ومادتك الخام التي لا يملكها أحد.

إذا نجحت في خلق لغتك ووعاء نصك دون تجربة ودون قصة حقيقية ستتحوّل من فنان إلى حرفي و"صنائعي" يجيد المحاكاة والنسخ، ولا يستطيع ابتكار قصص ونصوص تعبّر عن تجربته في العالم وتغيّر حيوات قرّائها وتنقلهم إلى أماكن لم يسبق لهم العيش فيها.

لذلك اخرج إلى المجهول وابحث عن قصتك أولًا، ثم اقلق بشأن اللغة والمفردات.  

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع