لتكتب عن موضوع ما عليك معرفته جيّدًا.
وما هو أكثر موضوع تعرفه في العالم؟
قصة حياتك.
ماضيك وحاضرك، أفكارك، وعواطفك.
لحظة ولادتك على هذا الكوكب هي بداية لقصة مليئة بالمغامرات التي تنتظر كتابتك عنها.
قد تظن أن حياتك عادية وخالية من قصة تستحق الكتابة، ستندهش حين تعرف أن بعض أجمل الكتب في التاريخ كُتبت عن قصص عادية عن شخصيات منسية ومهملة:
- الحارس في حقل الشوفان - جيروم ديفيد سالينجر
- أن تقتل طائرًا محاكيًا - هاربر لي
- صديقتي المذهلة - إيلينا فيرانتي
الكتابة أداة بحث مذهلة، بإمكانها كشف واستخراج مئات اللحظات الغائبة في تاريخك، وتحويلها إلى قصص تدهش القرّاء.
هذه 5 خطوات لتحويل قصص حياتك إلى نصوص تفتن القرّاء:
1. تأمّل ودوّن أحداث يومك كل مساء.
خصّص 5 دقائق قبل نومك لتدوين أهم القصص التي حدثت لك في يومك.
- ما هي أصعب لحظة مرت عليك؟
- ما هي أكبر مهمة نجحت فيها؟
- ما الأسئلة التي جعلتك تتأمل؟
- ما المواقف التي أثارت مشاعرك؟
اكتب جملة واحدة عن كل لحظة، واحفظها قبل النوم.
هذه هي البذرة الأولى لكتابة قصصك. الكتابة تأتي من عيشك في العالم، وكل مشكلة تواجهها هي بذرة لقصة يمكنك الكتابة عنها.
تعطّل سيّارتك على طريق سفر في يوم شديد الحرارة، أو تجاهلك لمكالمة من شخص لا تريد الحديث معه، جميعها قصص وبوابات تأخذك إلى مشاعر بشريّة مشتركة وتمكّنك من الوصول إلى القارئ وإمتاعه.
2. اختر الأحداث التي غيّرتك.
- ما هي الأحداث التي "غيّرتك"؟
- ما هي المواقف التي تحولت فيها وأصبحت أكثر شجاعة أو أكثر حكمة؟
اختر هذه اللحظات لتحويلها إلى نصوص، لأنها منجم للقصص المذهلة.
3. اكشف العلاقة بين قصتك وبين حقائق الكون.
- ما الدرس المستفاد من قصتك وما المغزى منها؟
- هل سيجد القارئ نفسه في قصتك؟
- هل سيحبها ويستمتع بها لأنها تحكي قصته أيضًا؟
لتسافر قصصك وتنتشر بين القرّاء، عليك ربطها بما يحدث في العالم وما يشعر به البشر من حولك.
4. استخدم قوس السرد لكتابة قصتك.
آن لاموت، الكاتبة الأمريكية الشهيرة، لخّصت طريقة كتابتها للقصص مع صديقتها أليس آدامز في هذه المراحل الخمس:
- الحدث
ابدأ بصورة افتتاحية تجذب انتباه القارئ فورًا.
اكتب مشهدًا حيًا يأسر القارئ من أول سطر.
هكذا افتتح إرنست همنغواي روايته الشهيرة الشيخ والبحر: “كان رجلًا مسنًا، أبحر ليصطاد الأسماك. مرت ٨٤ يومًا حتى الآن، ولم يحصل على سمكة واحدة.”
- السياق
هنا عليك مساعدة القارئ على فهم دوافع الشخصية في قصتك، وتحديد الزمان والمكان. إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وفترة الراحة القصيرة بعد بداية مثيرة، لإعداد القارئ لما سيأتي لاحقًا.
- تصاعد الأحداث
هنا ستبدأ قصتك بالنمو والتشكّل، وسيرى القارئ نتائج الحدث الأول، وتفاعل الشخصيات معه.
في هذه المرحلة تحدث جميع الصراعات، وتحاول الشخصيات تحقيق أهدافها، تنتشر العقبات أمامها وتحارب للوصول إلى التحوّل.
- نقطة التحوّل
نقطة التحوّل هي قمة قصتك. بعدها سيتغيّر كل شيء في حياة شخصياتك.
هي اللحظة التي يتحقق فيها كل ما كان ينتظره القارئ، هي مكافأة التوتر والانتظار.
- النهاية
قبل رحيل القارئ عن قصتك، عليك ربط القصة وختمها، إما بالوضوح أو بعاطفة دافئة تشفي القارئ وتجيب على بعض أسئلته.
تقول مايا أنجيلو: "لقد تعلمت أن الناس سوف ينسون ما قلته، وسوف ينسون ما فعلته، ولكنهم لن ينسوا أبدًا ما جعلتهم يشعرون به."
5. تذكّر: القارئ هو بطل قصتك وليس أنت.
مهما كانت قصتك قريبة من قلبك، عليك منح القارئ دور البطل فيها.
تذكّر كل الأفلام والروايات العظيمة التي قرأتها، ألم تر نفسك في إحدى شخصياتها؟
هذا هو سر كتابة القصص المذهلة: قدرة كتّابها على وضع القارئ تحت الضوء والانسحاب بهدوء في الظلام.
