الوطن: فنان يتخيّل العالم

محمد الضبع

محمد الضبع

23 - سبتمبر - 2023

23 - سبتمبر - 2023

23 - سبتمبر - 2023

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي، وبناء قاعدة من القرّاء الأوفياء.

📬 دورة بريديّة مجانيّة
لإتقان فن الكتابة في العالم الرقمي.

"أرض الرجال العظماء؛ أولئك الذين وضعوا أسماء أجدادنا على خريطة العالم. الذين صنعوا الفرق وألهمونا لنغلب الخوف."

الأشياء تتداعى - تشنوا أتشيبي
 

تساءلت أين نذهب حين نحاول فهم الأفكار الكبرى في حياتنا؟ الأفكار التي تتجاوز المكان والزمان وتحتضننا لعقود طويلة. أفكار مثل العائلة، الصداقة، العمل، الحب، أو الوطن. مَن يفسّرها لنا وكيف نتخذ مواقفنا منها؟ لاحظت أننا نلجأ إلى الآخرين لفهمها. نلجأ إلى الكتب، الأفلام، الموسيقى، الأصدقاء، وربما الأهل أيضًا لنعرف ما "يجب أن نشعر به، وما يناسبنا". نسرع للبحث خارجنا بدلًا من العودة إلى أنفسنا للبحث عن الإجابات.

تساءلت عن تفسيرٍ لهذا الفعل، واكتشفت أن الإجابة بسيطة: لأن البديل مُرهق وصعب، بل وخَطِر أحيانًا. ولأن اكتشاف الإجابة الخاصة بنا يتطلّب النظر في المرآة والذهاب إلى مناطق ربما لم نزرها من قبل في ذواتنا. وهذه فكرة مرعبة. 

أكتب لكم اليوم عن الوطن، وحين بدأت بالكتابة عنه وقعت في الفخ ذاته. بدلًا من التعبير عمّا أشعر به، بدأت البحث والقراءة عمّا كتبه كتّاب آخرون عن أوطانهم. عثرت على كتابات هايدغر لأتعرف على معنى الوطن عنده: شعور بالتواجد على الأرض. بالانتماء والاقتراب من التجارب الجمعية لمن حوله. ثم قرأت طاغور، ووجدت أن فهمه للوطن ينبع من اقترابه الروحي منه، ليصبح الوطن مصدرًا للإلهام، للتأمل، ولفهم التجارب والقيم البشريّة. 

جميل. ولكن ماذا عني؟ ما معنى الوطن بالنسبة لي؟ كل هذه أفكار ملهمة ونبيلة ولكنها ليست كلماتي التي أود كتابتها عن الوطن. 

عدت إلى صفحتي البيضاء وبدأت بالتأمّل: كنت قد عثرت على الإجابة. وأتذكر الجملة بالضبط: "مكان للحلم…" فكّرت قليلًا ثم بدأت بالكتابة: "... لرؤية المستقبل."

كل ما أعرفه أن وجود رؤية هي حاجة ملحة بالنسبة لي. أن أرى الأمل في المستقبل، لي ولمن حولي، وأن أتمكن من السير لخطوات إضافية معهم. للبناء، لمقاومة الفناء، ولإعمار الأرض.

الرؤية ليست مجرد فكرة اختُرعت في كليّات الإدارة والأعمال لمساعدة الشركات على ترتيب أهدافها وجني المال، بل هي ضرورة نفسيّة ووجوديّة للأفراد والشعوب. إنها تحمي الإنسان من القلق والخوف وتدفعه للانطلاق لمواجهة المجهول. وهذا ما أجده في وطني حين أفكر فيه.

أن تكون سعوديًا في هذه اللحظة من التاريخ يعني أنك الأقرب إلى تحقيق الأحلام وصنع التغيير في العالم. إنها مركبة إلهام متطوّرة صنعها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. بإمكاننا جميعًا أن نستقلها لننطلق إلى أبعد نقطة في هذا العالم وفي هذا الكون لصنع التغيير وابتكار لم يسبق للبشر رؤيته من قبل.  

إنها دعوة مفتوحة للجميع للتوقف عن الروتيني والمتوقَّع. للتوقف عن الركض في دوائر مألوفة والخروج لاكتشاف حقول أخرى ومساحات جديدة. في سعوديّة اليوم الأمر ليس روتينًا. الطريق لم تطأه قدمٌ من قبل، الحل المثالي لم يُكتشف بعد. كل صباح هو فرصة جديدة وبداية لاحتمالات لا يمكن التنبؤ بها. 

القليل من الأوطان تنجح اليوم في بعث المعنى في قلوب وأرواح سكّانها. مساحة المُمكن والمأمول تقلّصت لدى أغلب سكّان العالم، لتصبح الحياة -في أفضل حالاتها- مجرد عملية حسابيّة تعد بالأرقام، بإمكاننا تلخيصها في جدول بسيط يتنبأ بسنوات دراستك، عملك، ثم تقاعدك. جميعنا نعرف من التاريخ أن البشر بحاجة إلى المزيد. بحثنا عن المعنى وعن مهمة نبيّلة أمرٌ لا يمكن شطبه أو وضعه جانبًا.

السعودية وطنٌ ينطلق باتجاه ما لم يحدث من قبل، في عملية ابتكار جمعي أشبه ما تكون بقدرة الفنان على تخيّل صوّرة مُعجِزة. والعمل بهوس لا حد للوصول إلى تلك الصورة. هي معجزة الطيران نحو مساحات لم يزرها إنسان أو حضارة.

إنها لحظة تاريخية مألوفة جرّبتها شعوب وأممٌ من قبل. هي اللحظة ذاتها التي كتب فيها الشاعر الأمريكي والت ويتمان في نهاية القرن التاسع عشر قصيدته "أسمع أمريكا تغنّي" عندما كانت أمريكا دولة فتيّة تستعد لدخول مسرح العالم. كان الجميع يغني في قصيدة ويتمان: النجّار يغني وهو يقيس الألواح، عامل السفينة يغني وهو يضع المرساة، والأم والزوجة والفتاة تغنّي. لن تستغرب إن عرفت أن أبراهام لينكولن كان رئيس أمريكا وقتها. وكان والت ويتمان يراه في شوارع واشنطن ليحييه لينكولن برفع قبعته ونسخة ديوان "أوراق العشب" لا تغادر مكتبه الرئاسي. 

للأمم والأوطان لحظات تاريخية لا يمكن حجبها ونحن نقف عند إحداها الآن.

هذه روحٌ لا يمكن نسخها أو تصنيعها. إنها النتيجة الطبيعية لرؤية مُلهمة تمنحنا من طاقتها الجمعيّة الهائلة التي تندفع لشحذ ملايين البشر بالمعنى ومنحهم رؤية لمستقبل جديد. 

حين أفكر في وطني المملكة العربية السعودية، أبتسم لأنها:

- "أرض الرجال العظماء، الذين صنعوا الفرق وألهمونا لنغلب الخوف".

- المكان الذي نوجد فيه ونعود إليه.

- مصدر للإلهام، للتأمل، ولفهم التجارب البشريّة. 

- عمل فني باتساع وطن يدعونا جميعًا للابتكار وتخيّل المستقبل.  

ماذا عنك؟ ما علاقتك بوطنك؟ هل بحثت عن إجابتك أنت؟ أغلق عينيك وفكّر في الإجابة. 

كتيّب: دليل المبتدئين في الكتابة
10 أركان لكتابة نصوص تدهش القرّاء

كيف يمكنني مساعدتك على تحقيق أهدافك بالكتابة؟


مجتمع
مئة يوم من الكتابة

عن المجتمع

👥

الكتابة وحدك صعبة، لهذا ستكتب وتلتزم معنا في مجتمع مئة يوم من الكتابة.


✍️

شهر كامل من الكتابة المستمرة سنتحدى فيه مفاهيمك عن الكتابة.

برنامج الكتابة المؤثرة

عن البرنامج

برنامج التدريب الخاص على الكتابة

أرسل طلبك

📝

لطلبات التدريب المخصصة لاحتياجات الأفراد والمؤسسات.


  • انضم إلى قائمة انتظار منصة كتابة.

منصة

قريبًا: أوّل منصة عربيّة للكتابة.

كيف يمكنني مساعدتك على تحقيق أهدافك بالكتابة؟




  • انضم إلى قائمة انتظار منصة كتابة.

مجتمع
مئة يوم من الكتابة

عن المجتمع

👥

الكتابة وحدك صعبة، لهذا ستكتب وتلتزم معنا في مجتمع مئة يوم من الكتابة.

✍️

شهر كامل من الكتابة المستمرة سنتحدى فيه مفاهيمك عن الكتابة.

برنامج الكتابة المؤثرة

عن البرنامج

برنامج التدريب الخاص على الكتابة

أرسل طلبك

📝

لطلبات التدريب المخصصة لاحتياجات الأفراد والمؤسسات.

منصة

قريبًا: أوّل منصة عربيّة للكتابة.

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع

محمد الضبع

للتواصل والاستشارات:

© 2024 محمد الضبع