2023 أوشكت على النهاية، وحان وقت المراجعة والتأمل. جلست لعدة ساعات هذا الأسبوع أفكر في كل الدروس التي تعلمتها هذا العام.
هنا 11 درسًا تعلمته من أخطائي في 2023:
1. لا تقع في حب أفكارك قبل إظهارها للعالم.
التجربة: خطرت لي الكثير من الأفكار هذا العام. أخفيت أغلبها، وتحدثت عن بعضها. كل الأفكار التي تحدثت عنها تحولت إلى واقع. بينما تبخّرت تلك التي أخفيتها وأصبحت أقرب للخيال.
الدرس: عليك إخراج أفكارك من القبو في أسرع وقت ممكن، ومشاركتها مع مَن حولك لاكتشاف قيمتها. إخفاؤها سيجعلك تتعلق بها أكثر، ولن تستطيع تقبّل النقد حين يراها العالم. استثمارك لجهد كبير في فكرتك سيجعلك ترفض الاستماع إلى الحقيقة.
2. لكل مشكلة حل طالما أنك مستعد لتغيير واقعك.
التجربة: واجهت عدة مشاكل هذا العام وتمكنت من حلّها، ثم أدركت أن الثمن الذي دفعته هو تغيير واقعي.
الدرس: في العالم ما يكفي من الأشخاص والموارد لحل أيّ مشكلة تواجهها، والسؤال الصعب: "هل أنت مستعد لتغيير واقعك لحل هذه المشكلة؟ وهل ألم التغيير وألم الواقع الجديد أقل من ألم المشكلة؟"
3. جدولك اليومي مرآة لمستقبلك.
التجربة: اكتشفت القوة المذهلة للأفعال اليوميّة الصغيرة. فكّرت كثيرًا في المستقبل ثم أدركت أنني أنظر إلى الاتجاه الخاطئ. أدركت أن عليّ النظر إلى يومي لأتمكن من التنبؤ بالمستقبل.
الدرس: إن كنت تكتب كل يوم، ستصبح كاتبًا. إن كنت تركض كل يوم، ستصبح عدّاءً. إن كنت تعزف كل يوم، ستصبح موسيقيًا. معادلة الوقت والجهد والساعات والأيام المتراكمة التي ستجعلك تقع في حب ما تفعله وتصبح الأمهر والأقدر على إنجازه.
4. الخوف من الأحلام هو أكبر ما يهدد تحقيقها.
التجربة: أدركت أن خوفي من حلمي هو أول عقبة تقف في طريقي.
الدرس: إن جلست مع فنان يشتكي من قلة الفرص، ومع صانع محتوى يشتكي من ندرة الأفكار، ومع كاتب قد يشتكي من قلّة القرّاء: ستكتشف بعد عدة أسئلة أن ما يمنعهم هو الخوف: الخوف من الفرصة. تتعالى الأصوات في عقولهم: "ماذا لو فشلت؟ ماذا لو حاولت واكتشفت أنني لست مستعدًا؟ ماذا لو كان الأمر أكثر صعوبة؟"
البقاء في جنّة الأعذار أسهل من القفز إلى جحيم الحقيقة.
5. ابدأ بالكلمة، وانتقل منها سريعًا إلى التجربة.
التجربة: بإمكاني تتبع كل ما صنعته هذا العام وملاحقته لأجد أنه كان مجرد سطر من الكلمات في مفكرتي ليتحوّل إلى واقع بعد عدة أسابيع أو أشهر.
الدرس: "في البدء كانت الكلمة." اهتم بما تكتبه وتدوّنه لأنه قد يتحوّل إلى حقيقة. ابدأ بالكتابة ثم انتقل سريعًا إلى المشاركة وإخبار مَن حولك بأفكارك. انتقالك من الصفحة البيضاء إلى الواقع ودورانك بينهما سيفتح لك الآفاق.
6. صورتك عن نفسك هي انعكاس لمَن حولك.
التجربة: لاحظت أن صورتي عن نفسي تتغيّر بشكل مستمر بتغيّر دوائري. نحن كائنات "نسبيّة" نقارن أنفسنا دائمًا بمن حولنا للاطمئنان على فرص نجاتنا في المجموعة.
الدرس: إن كنت كاتبًا، ابحث عن فنان ومهندس وطبيب من معارفك مثلًا، واقض وقتك معهم. اختلافك عنهم سيجعلك تكتشف ما يميزك. ستتمسّك بما هو أصيل فيك وسترى دورك بشكل أوضح.
جلوسك مع مجموعة من الكتّاب سيجعلك تشعر بأنك مكرر وربما مبتذل. وستعتقد بامتلاء العالم بالكتّاب: وهذا غير صحيح.
7. الوسيلة أهم من الرسالة (غالبًا).
التجربة: قضيت أيامًا وأسابيع طويلة هذا العام أعمل على تحسين رسالتي وأعتني بها، ونسيت الوسيلة التي سأوصلها بها. اكتشفت بعدها حجم العمل الذي أغفلته.
الدرس: الوسيلة والقناة التي تستخدمها لإيصال رسالتك قد تكون أهم من الرسالة ذاتها. لأن الوسيلة تأتي معها بالمتلقين لرسالتك، وباللحظة الزمنية، وبالقدرة على التفاعل معهم والاستماع لهم. إنها نظام حيّ متكامل، حين تأتي لتضع رسالتك فيه، ستدرك أن رسالتك ليست سوى الصفحة الأولى في كتاب طويل.
8. نعم! تفتح لك الأبواب (ولكنها مرهقة).
التجربة: وافقت على الكثير من الفرص هذه السنة. استمتعت وتعلمت الكثير ولكنني أصبت بالإرهاق.
الدرس: ما أجمل اتباع طريقة جيم كاري في فيلمه Yes Man: ستُفتح لك العديد من الأبواب. المشكلة هي الطاقة الهائلة التي تحتاجها لاستكشاف كل هذه الفرص.
هنالك سنوات للموافقة، وسنوات للتفكير، وسنوات للرفض. اعرف في أي مرحلة أنت.
9. لا وجود لفريق دون غاية كبرى.
التجربة: أثمن ما يملكه الفريق هو الهدف المشترك، لكن إن لم يجد كل فرد معناه الخاص ستتعثر المسيرة.
الدرس: نحن كائنات نعشق المعنى. نسأل أنفسنا كل يوم: "ما جدوى كل هذا وما الهدف من ورائه؟" لينجح فريقك عليك العثور على هدف أسمى يستحق التضحية. وعلى كل فرد في الفريق العثور على معناه الخاص ليتمكن من الهوس به والسعي وراءه.
10. لا تتضاءَل ليسعك قالب صنعه الآخرون لك.
التجربة: في العمل وفي الدراسة حاولت كثيرًا وضع نفسي في قوالب صنعها الآخرون لي. توقفت هذه السنة عن المحاولة واكتشفت أثر ذلك بسرعة.
الدرس: الجميع لديهم قوالب وأدوار جاهزة لك، وينتظرون وصولك لتقديمها لك. ليس لسوءٍ منهم ولكنهم يريدون كتابة قصتهم في العالم، ومنحك دور وشخصية في قصصهم أمر طبيعي. لذلك ابدأ بكتابة قصتك الخاصة واختر دورك قبل أن تصبح سطرًا في قصة غيرك.
11. الركض في الصباح يشفي العقل وينعش الجسد.
التجربة: اكتشفت القدرة السحرية للركض الصباحي هذا العام. بعد مروري بأسابيع طويلة من العمل والدراسة تمتد لسبعة أيام طويلة دون توقف، أدركت أهمية الاعتناء بالصحة والرياضة.
الدرس: إن التزمت بالركض صباحًا والنوم ليلًا، بإمكانك مواجهة العالم كل يوم والتعامل مع كل أنواع المهام. الركض في الصباح سيمنحك جرعة كافية من الأندروفين كفيلة بمنحك طاقة لا تنتهي للعمل والإنجاز خلال اليوم.